الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

الرئيسية على أبواب الشتاء - بقلم ليث الغرايبة

على أبواب الشتاء - بقلم ليث الغرايبة


على أبواب الشتاء - بقلم ليث الغرايبة

 

 

تراها قد هبت رياح الشتاء الغربية والشمالية ... ونرى أوراق الأشجار التي تساقطت قبل حين تتحرك وتتطاير في كل مكان ... وذلك العازف الحزين يروي بمزماره القديم البالي روايات تلو روايات عن الأيام الماضية البائسة ... وتلك الشجيرات الحزينة تبكي نموها في الظلام المحيط بكل مكان ...

 

وترى الدروب التي كانت ممتلئة بألوان العروق المتفاوتة تخلو من ألوان الحياة التي كانت فيها ... ولا ترى سوى بضع غيمات وسحابات من الدخان تعتلي كل سقف دافئ ولوحا من الأخشاب المهترئة قد أظل الفقراء الذين قصف بهم الفقر والجوع والبرد في ظل الأجواء السائدة ...

 

وتلك الأم الحزينة ترتدي لباسا ممزقا فيه من الرقع والبقع الكثير, تركض بكل مكان لتبحث لأطفالها الجياع عن رزق يعينهم للوصول إلى اليوم التالي من حياتهم المنكوبة, ولو كان ما تقدمه لهم فضلا مما أكله الفقراء الذين أنعم الله عليهم بمزيد من الطعام ...

 

ولو أمعنت النظر حولك في هذه الأجواء الهادئة ... ثم أمعنت فتمعنت ... ورأيت ذلك العبد الذي يتودد إلى ربه في جوف المساء البارد وينسى ما حوله من ظروف ... يطلب من ربه التثبيت على كل حال وتسيير الأمر في كل محال ... ولو نظرت إلى الجميع من حوله لرأيتهم نياما يتلذذون بدفء الفراش وطعم الليل الطويل الهادئ ...

 

ولو التفتّ خلفك في ذات اللحظة لسمعت أصوات البكاء من حولك وبائعة الكبريت تجري وتختبئ منك أن تراها وهي ترقب الصباح للخروج على الناس لبيع ما تيسر من بيع وشراء ما تيسر من أرزاق ... ولرأيت ألف قصة وقصة تسبق هطول الأمطار على البيوت والأشجار والمزارع!

 

فيا رب ويا من أتى إلينا بالشتاء أن ترحمنا من كل البلاء, وأن ترسل لنا من أبواب رحمتك ما تسد به جوع الجياع وبرد الأطفال والشيوخ والنساء وأن تسد حاجة كل من عبر عن نقص بالبكاء, وارزقنا المطر والخير والسخاء يا مجيب الدعاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.